الخميس، 4 سبتمبر 2008

قصص قصيرة - العودة..

"قرأت عنه في الصحف..
خبر وفاته يتصدر الصفحات الأولى..
اقرأه في جريدة الأمس..
أو جريدة اليوم..
اقرأه حتى في جريدة الغد..
لا فارق..
لقد بات رقما ما..
في قوائم الموت الطويلة.."
**-------**
لم يغمض له جفن بطول الليل..وما أطوله ليل..
لم ينقطع فيه تفكيره..لم يهمد ذهنه عن أفكار ظلت تروح و تغدو..تذهب به لأقصى الأرض..تعبر أجوازا شاسعة من الخيال..ثم لا تلبث أن تعود به إلى واقعه من جديد..
فما أشبهه حينئذ لمن يريد ملك الدنيا..ما أشبهه لمن يريد أن يكشف غموض مستقبله..فيعبر حدود حاضره..
بل ما أشبهه بمن سقطت منه حسابات الدنيا..ولم يسترجعها..
لكن.. هل يعرف أحد فيم يفكر؟
هل يعرف أحد ما يريد؟
*********
حتى إذا انزاح وجه الليل,وعاد إلى الدنيا الفجر الجديد..كان قد حزم الأمر لنفسه..
سيعود..
سيعود إلى وطنه..
حسبك من غربتك يا هذا.. قد ترامت بك أطراف الدنيا..وقذفت بك في أبعد ثناياها..
قد ظللت تحلم طويلا أن تعود ..إلى وطنك الذي تشرق فيه الشمس بنور تزهو به الدنيا..وتسترجع فيه ذكرياتك, تلك التي باتت من فرط قدمها كآثار لا تزال تملك بعض الخلود..
سيعود إلى وطنه..ليحارب الغزاة ويقاوم المحتلين..
سيعود إلى وطنه..ويناضل ضد الغرباء..
*********
هلم يا رجل..سر حثيثا..فطريق العودة قد فتح على غير المعتاد..
و إلى الأفق البعيد تتبدى مركبات قد ازدحمت بمثله من اللذين استبد بهم الحنين إلى الوطن..
بدأت الحماسة تغزو قلبه,وتملأ نفسه..تذهلها عن كل تغيير طرأ على هذه الدنيا القديمة..
لم يلتفت سمعه لكل الأصوات من حوله..كان في شغل بهتافات مدوية بالفرحة..
ربما تدوي من داخله..
"ها قد عدت..
وسأنتصر.."
********
وفي مكمنه يرتجف في الظلام.. البرد القارص..والسحب التي تنذر بالسوء..
الآن هو على الجبهة..القتال يستعر..الحشود تستنفر في كل مكان..
فيوم التلاقي العظيم قد اقترب كثيرا..
ولم يشغله ذلك عن التفكير..أن يعود بذهنه إلى ذكريات مختزنة بداخل عقله..وأحلامه الحيرى لا تزال تبدو لناظريه..لم يلبث طويلا كي يحققها..البيت,الأهل,الأطفال اللذين لم يعودوا كذلك..
بعد تدريب بسيط,أعطوه بندقية قديمة..فأصبح جاهزا ليكون في خط النار..
ليكون هو خط النار..
قالوا بشجاعتك,تصبح البندقية مدفعا..تدمر مصفحات الأعداء..
كل ما يملك بندقية قديمة..وعاطفة مشبوبة..
قالوا أن النصر قريب..النصر لنا..يكون لك بإيمانك..
قالوا ثلاث كلمات..صوب..اضرب..اقتل..
ذاك أساس القتال..
وعلى ذلك,تكوم على نفسه..وهو لا يزال يرتجف..من البرد..أو من الخوف..
وغمغم قائلا..
"سأعود.."
*********
وكأنما فتح باب من الجحيم..
انفجارات تدوي..بعد صوت الطلقات..ثم تأخذ الصرخات دورها في سمعه..
قتال غير متكافئ أبدا..
ويأتي الصوت الغامض من مكان ما..
صوب..اضرب..اقتل..
في تلك اللحظة كان يفكر..(ربما من اليأس)
"سأنتصر..
سأعود.."
**********
وفي لحظة ما..لا يعد هناك من شيء..
ينتهي الأمر..وتثبت الأيام كم كذبت أحلامه..
لم ينتصر..
ولم يعد..

"يشهد بذلك فتات جسد امتزج بنثار الأرض..
فياله من نصر..
ويالها من عودة.."
( تمت )

هناك 7 تعليقات:

عمرو يقول...

طبعا لن أعلّق... النص يتحدّث عن نفسه بلا ادنى حاجة لأى كَلَم ناقصٍ ينقص من جماله

فقط اردت ان احييك على افتتاح المدوّنة... بالطبع هى تحية متأخرة-كعادتى دائما-.. لكن انت من اخفيتها عنّا- أو عنّى- !!!!

تحياتى يا كبيرنا.... يا رب اشوفك فى الدراسة لأنى افتقدتك الفترة الماضية فعلا

مل سنة وانت طيب

عمرو يقول...

بالمناسبة, نسيت ان احييك على التصميم الرائع للمدونة...ليس بالشئ البعيد عنك بالطبع

يبدو لى ان كل من يمتلك اى حاجة على الشبكة قام بتعيين خمسة من حاملى ال ICDL للاشراف على تصميم تلك الحاجة ايا كانت, بينما انا الوحيد الذى كبّر دماغه وخلّص تصميم المدوّنة فى ربع ساعة !!!!

لم اندهش كثيرا عندما لم أرَ على المدوّنة اى اشارة للشهر لكريم... هذا هو أبو صلاح كما عرفناه... دائما مميز ومخالف للتقاليد المعتادة (حلوة التثبيتة دى !!) :)

يا ريت يا د.أحمد تلغى ال word verification من settings ... سوف يصبح التعليق اسهل كثيرا فى تلك الحالة


تحياتى II... !

حامد برهام يقول...

الحمد لله عشت وشوفت ابن الناظر وله مدونة عقبال الكتاب ان شاء الله.....بعديية طبعا

حامد برهام يقول...

شئ جميل ابن الناظر نسي الباسورد بتاعة المدونة يعني الواحد ممكن يدخل يشتمه ويهزؤه من غير حتي مايعرف أخينا يمسح بوست الشتيمة.....شئ جميل خالص

prince4ever يقول...

مبروك عالمدونه يا ابو صلاح
لسه هقرا براحتي بقى انا اصلي لسه مقريتش حاجه يا معلم
سلام يا برنس و عايزين نشوفك عندي في قصاصة ورق

FreeKiller يقول...

جيت بس أقول
كل عام و انت بخير و عيد سعيد
جعلك الله من حجاج بيته العام المقبل ان شاء الله

اعذرني بقى ملحقتش اقرا القصة
بس اكيد ممتازة
كفاية ان حضرتك اللي كاتبها
و مبروك عالمدونة
بس انا معرفتش بيها الا متأخر
و جبتها من مدونة عمرو بالصدفة البحتة كمان

:))

التكعيبة للتنمية الفنية و الثقافية يقول...

مهرجان النشر الجماعى الاول

تقيم التكعيبة للتنمية الفنية و الثقافية مهرجان سنوي للنشر الجماعي للقصة و القصة القصيرة و الشعر بالعامية و الفصحى، سيكون موسمه الأول هو عام 2009.

و مفهوم النشر الجماعي هو مجموعة قصصية أو مجموعة شعرية لأكثر من مؤلف بين ضفتي كتاب واحد يجمع تلك الأعمال التي سيتم اختيارها عن طريق لجنة تحكيم في كل مجال على حدا، و يتم تحديد أعضاء اللجنة لكل دورة مهرجان.
و يصدر بتلك الأعمال مطبوع/ كتابين أحدهما للقصة و الآخر للشعر سيتم نشره في عامه الأول بالتعاون مع دار دَون، و يتم توزيعه و بيعه في الأسواق
لمساعدة الكتاب أصحاب العمل الواحد و كذا الكتاب الجدد الذين لم تتكون لديهم مجموعة قصصية أو شعرية بعد، في نشر أعمالهم المميزة بدون مقابل مادى

و ترسل الأعمال مرفق بها اسم الكاتب، عنوانه,رقم تليفونه,ايميله، وظيفته، سنه، سابقة نشره للعمل المقدم من عدمه او فوز العمل فى اى مسابقات ادبية
و ذلك في رسالة إلكترونية معنونه باسم المجال الذي يريد المشاركة في مسابقته مرفق بالرسالة العمل بصيغة وورد، و يفضل أن تكون تلك الأعمال مسجلة باسم أصحابها لكنه ليس شرطا لقبول العمل

ترسل الاعمال على ايميل

nashrgama3y@gmail.com

لمزيد من المعلومات حول المهرجان
http://eltak3eiba.blogspot.com
او
http://www.facebook.com/group.php?gid=94334335985#/group.php?gid=94334335985

مزيد من المعلومات حول التكعيبة
http://www.facebook.com/groups.php?ref=sb#/group.php?gid=29491316206



ملاحظات :
الاعمال المشاركة بالمهرجان هى فقط التى ترسل عبر الايميل او تسلم باليد
مسموح بالاشتراك بأكثر من عمل فى اى مجال
اخر موعد لتلقى الاعمال 15-7-2009


مع تمنياتنا للجميع بفرصة عادلة فى النشر
احمد حسن
0193953620
رقم محمول داخل جمهورية مصر العربية